أخلاق الداعية المسلم إن لم تكن على الكمال الذي هو كمال الحكمة، والذي هو القوة في موضعها، والعطف والحلم والصفح في المقابل الآخر، إن لم تكن كذلك فهي لا تنـزل عن درجة العدل، والعدل أن الإنسان لا يفعل الظلم بأن يضع أمراً أو حكماً في غير موضعه، ولا أن يدور على أي أحد من الناس كائناً من كان، بل يكون مثاله هو العدل؛ وفي ذلك امتحان للنفس الإنسانية، هل تعدل أم لا تعدل؟ فكما تبتلى بالواجبات أتؤديها أم لا؟ وفي صدقك في الدعوة، أتثبت أم لا؟ فأنت تمتحن بهذه المواقف ليرى أتعدل أم تجور وتحيد؟ واعلم أن الأمة التي لا يعدل بعضها مع بعض لن تعدل مع العالم، وأن الأمة التي لا تعدل مع العالم لن يستخلفها الله -تبارك وتعالى- في الأرض على هذا العالم أبداً؛ ولهذا نحن في مرحلة الاستضعاف إلى الآن؛ ومازلنا نفتقد العدل، فمن الحلم أن نعلم أننا سوف نصل إلى مرحلة الاستخلاف! والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.